الجمعة، 7 نوفمبر 2014

موسوعة الإمام علي صوت العدالة الإنسانية تأليف: جورج جرداق


موسوعة الإمام علي صوت العدالة الإنسانية
mousoua'ah alimam a'li sout ala'dalah alinsaniah
تأليف: جورج جرداق




سعر السوق: 120.00$

النوع: كرتون مقوّى، 24×17، 1572 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 5

الناشر: دار ومكتبة صعصعة تاريخ النشر: 1423 هـ ـ 2003 م

اللغة: عربي

قالوا في هذا الكتاب

الأستاذ ميخائيل نعيمة:

من حقّك أن تعتزّ بهذا الأثر الأدبّي القيّم. وإنّ القاري لا يستطيع أن يمرّ بفصوله من غير أن يحسّ ثورةً في نفسه ضدّ النُّظُم الفاسدة التي حمل عليها عليّ حملات شعواء والتي ما تزال قائمة حتى يومنا هذا. وحسبُك ثواباً على كتابك أن تُطلقه صرخةً ضدّ الظلم وشهادةً للعدالة. ويقيني أن هذه الصرخة ستتجاوب لها أصداء في دنيا العرب.
ثم كتب يقول في رسالة ثانية:
منذ سنة أصدرتَ في مجلّد ضخم دراستك الممتازة عن الإمام علي ـ صوت العدالة الإنسانية ـ وكأنّي بقلمك، مِن بعد أن مسحَته من تلك الدراسة، عاد فثار عليك لأنك لم تفسح له المجال ليفرغ كلَّ ما في نفسه. وقد أحسنتَ إذ أذعت لثورة قلمك، فكانت هذه «الموسوعة العلوية» الجديدة في أجزائها الخمسة.
هنالك عِظام يثيرون إعجابك لا أكثر. وعظام يثيرون إعجابك وإجلالك. أمّا الذين يستأثرون بمحبّتك فوق استئثارهم بإعجابك وإجلالك فأولئك هم العِظام العظام. وأنت تشعر في حضرتهم بأنك تريد أن تأتمنهم على قلبك وعقلك وروحك وجميع ما هو عزير ومقدَّس في حياتك. إنهم يكشفون لك من نفوسهم مناهلَ لكلِّ ظمأ في نفسك، ويبسطون من الزاد أشهاه لِما جاع في وجدانك، ويقيمون المنارات للعتمات في طريقك. والأهمّ من ذلك أنهم لا يقولون عكس ما يفعلون، ولا يفعلون نقيض ما يقولون. فحياتهم صورة صادقة لِما تبوح به ألسنتهم وتذيعه أقلامهم، إذا كانت لهم أقلام. وأنتع لا تحبّهم إلاّ لأنّ كلّ ما يصدر عنهم مفعم بالمحبة لك. وعليّ بن أبي طالب واحد من أولئك العِظام العِظام.
وأنته، يا أخي، إذ تُقبل على درس حياة الإمام فتبلغ بها المجلدات الخمسة، إنّما تيسّر لأبناء هذا الجيل أن يعرفوا مثلَ ما عرفتَ فيحبّوا مثلما أحببت عظيماً أنبتته أرضُهم وأرضعته لغتُهم منذ عشرات الأجيال ـ ولا يزال في الطليعة. لعلّهم بجماله يتجمّلون، وبنوره يستنيرون، و بخساساتهم في وهج عظَمتِه يخجلون!

ـ مؤلف هذا الكتاب العملاق الرائد، أديب كبير عالميّ المستوى، وصاحب فكر عبقري، وقلم شاعريّ ساحر أخّاذ. وهو ذو دراية عميقة واسعة بالتراث العربي من جهة، وعلى استيعاب موسوعي شامل لسائر جوانب الثقافة العالمية من ناحية أخرى، تجتمع في شخصه روح الشاعر والموسيقى والرسام والفيلسوف، وتجمع كتاباته كل مميزات هؤلاء، تجمع كل أحلامهم وآمالهم، وكل مات يعيشونه من أفكار وتأملات.مجلة «الطليعة» المصرية
العدد 4 ابريل 1965

بين جرداق والعقاد وطه حسين

وكتب الشيخ محمّد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية العليا بلبنان: مَن قرأ كتابَي عباس محمود العقاد والدكتور طه حسين في عليّ، ثم قرأ هذا الكتاب ولا سيّما «عليّ والعدالة الكونية، وعليّ وسقراط»، يأخذه العجب أيّ مأخذ: كيف ذهب صيتُهُما إلى أبعد ممّا ذهب إليه صيتُ جورج جرداق! ولا يزول هذا العجب إلاّ عندما نعرف أن جورج جرداق ما يزال في شبابه، وفي أول الطريق !
كتَبَ العقاد وهو يؤمن بأرستقراطية الأنساب. وكتب طه حسين وهو يسرد سيرةً سرداً منظّماً بطريقته المعروفة. أمّا جورج جرداق فيسير في كشفه عن الحقائق، وفي تخليلها وعرضها، يسير مع الصواريخ الموجّهة وينطلق مع الأقمار الصناعية ويدع العقّاد وطه حسين في سيارة تدور في ملتوى الطريق وتلفّ في منعطف الوادي تصويباً وتصعيداً.
إنّ عظمة مؤلِّف «الإمام عليّ» تتّفق تماماً وعظمةَ عصرنا هذا، عصر انتصار الفكر والمعرفة. اقرأ كتابه هذا فستجد من نفسك اقتناعاً بهذه الحقيقة وهل يستطيع أن يعرض عليك حقيقةَ العظمة في الإمام عليّ بجميع نواحيها وصُوَرها، دون أن يكون عظيماً! كلاّ، إن فاقد الشيء لا يعطيه!

لم يلقَ كتابٌ عربيّ حتى الآن، من الاقبال عليه والاهتمام به، ما لقَيه هذا الكتاب الذي طُبع مراراً وتُرجم إلى لغات عدّة في أقلّ من سنة واحدة. ولم يُحدِث كتابٌ عربيّ في القرن العشرين، الضجّةَ التي أحدثها هذا الكتاب الذي قيل فيه إنّه سيطوّر النظرة العربية إلى تاريخ العرب وإلى حاضرهم تطويراً عميقاً. وقد رأت هذه «الدار» أن تُثبت في خاتمة هذا الكتاب نماذج قليلة من آراء العلماء والأدباء والقراء فيه، للفائدة والتاريخ. وإن هذه ا«الدار» إذا تقدّم للشعوب العربية والشرقية هذا الكتاب العبقريّ الذي تجتمع فيه النظريات الفلسفية العميقة، إلى الدراسة التاريخية الموضوعة تحت أنوار ساطعة جديدة، إلى الشاعرية المبدعة الخلاّقة، إلى الأسلوب الساحر الجذاب الذي قلّما يجاريه أسلوبٌ قديمٌ أو حديث، إلى النّفَس الطويل القويّ الذي يُنهي الألوف من الصفحات بالقوّة التي يبدأها بها، تُعاهِدُ قرّاءها على أن تستمرّ في أن تقدّم لهم كلَّ رائع من آثار الفكر العربي والعالمي التي يحتاج إليها العرب اليوم أشدَّ الحاجة.
الناشرون

عبقرية يفخر بها العرب
وممّا كتبه الاستاذ إحسان توفيق ـ مصر:


عرفتُ جورج جرداق لأول مرّة في سهرة على شاطىء بيروت، فخلتُ أنني أجالس شاعراً وموسيقيّاً ورسّاماً وفيلسوفاً مجتمعين في شخص واحد. ففي شعر جرداق كلُّ ممّيزات هؤلاء، وفي صوته العميق كلُّ أحلامهم، وفي عينيه كلُّ ما يعيشونه من أفكار وأحاسيس وجمالات.
وقرأتُ كتابه الأول «فاغنر والمرأة» فثبتت لي صحّةُ ما رأيت. وتمثّل لي جرداق في كلّ سطر من سطوره، وفي كل عبارة مِن أسلوبه الساحر الفريد الذي يستولي على مشاعر القارىء المثقّف بما فيه من صُوَر وألوان وأنغام تختلف بين الرقة والحنان والصَّخَب والعُنف.
ثم قرأتُ «الإمام علي» فإذا جرداق يبسط جناحيه في آفاق أوسع أرحب، وإذا بي أشعر بأنّي أمام عبقريّة من حق العرب أن يفخروا بها
... وفي هذا الكتاب، تبدو شخصيّة عليّ بن أبي طالب غير الشخصيّة التي ألِفنا معرفتَها عن طريق جميع الذين درسوا عليّاً مِن القدماء والمعاصرين!

النيل والفرات:

إن تاريخنا هو صفحات رائعة من الإشراق الإنساني العظيم تشرفنا كمسلمين وكعرب، كما تضيف شرفاً إلى تاريخ الإنسان. وقد صنع هذا التاريخ عظماء لنا فيهم وفي حياتهم معين لا ينضب من الخبرة والعبرة والإيمان والأمل، فهم القمم التي نتطلع بشوق ولهفة إليها.
وهذا الكتاب هو مكرس لحياة عظيم من عظماء البشرية، أنبتته أرض عربية، ولكنها ما استأثرت بهن وفجّر ينابيع مواهبه الإسلام، وكان لحياته الفذّة أن تلهب روح كاتب مسيحي في لبنان، وفي العام 1956، فيتصدى لها بالدرس والتمحيص والتحليل، ويتغنى تقني الشاعر المتيم بمفاتنها ومآثرها وبطولاتها. وبطولات الإمام ما اقتصرت يوماً على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصرته، وطهارة وجدانه، وسحر بيانه، وعمق إنسانيته، وحرارة إيمانه، وسموّ دعته، ونصرته للمحروم والمظلوم من الحارم والظالم، وتعبده للحق أينما تجلّى الحق. وهذه البطولات، ومهما تقادم بها العهد، لا تزال مقلعاً غنياً نعود إليه اليوم وفي كل يوم كلما اشتد بنا الوجد إلى بناء حياة صالحة، فاضلة.

إنه يستحيل على أي مؤرخ أو كاتب، مهما بلغ من الفطنة والعبقرية، أن يأتيك حتى في ألف صفحة بصورة كاملة لعظيم من عيار الإمام علي، ولحقبة حافلة بالأحداث الجسام كالحقبة التي عاشها. فالذي فكّره وتأمله، وقاله وعمله ذلك العملاق العربي المسلم بينه وبين نفسه وربما لِممّا لم تسمعه أذن ولم تبصره عين. وهو أكثر بكثير مما عمله بيده أو أذاعه بلسانه وقلمه. وإذ ذاك فكل صورة نرسمها له هي صورة ناقصة لا محالة، وقصارى ما نرجوه منها أن تنبض بالحياة.

إلا أن العبرة في كتاب من هذا النوع هي في تفحص ما اتصل بنا من أعمال علي وأقواله، ثم في تفهمه تفهماً دقيقاً، عميقاً. ثم في عرضه عرضاً تبرز منه صورة الرجل كما تخيله المؤلف وكما يشاء أن تتخيله، واليقين أن جورج جرداق، مؤلف هذا السفر النفيس، ربما في قلمه من لياقة، وما في قلبه من حرارة، وما في وجدانه من إنصاف، قد نجح إلى حد بعيد في رسم صورة لابن أبي طالب لا تستطيع أمامها إلا أن تشهد بأنها الصورة الحية لأعظم رجل عربي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

إذن فهذا هو النص الكامل لهذا السفر الذي أعدّه الأديب الكبير جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب. وحيث أن الكتاب الذي صدر منذ حين وحدث ضجة كبرى إذ تلقته الملايين من القراء بالإعجاب والإكبار، وترجم إلى اللغات الفارسية والهندية والإنكليزية، ونقول، وبسبب ذلك كله دفع المؤلف بهذه الدراسة الموسوعية بكاملها للنشر. وهنا لا بد من إثبات فصولها جميعاً بالترتيب الذي وضعه لها أصلاً قصد التدرج المنطقي بالبحث، مما اقتضى بالضرورة أن يبدأ الجزء الأول من هذا السفر ببعض الفصول التي نشرت في الكتاب التمهيدي السابق ولا سيما الفصول الأولى التي تعتبر إطاراً تاريخياً لا بد من الاستهلال به كي لا يبتر شيء من فصول هذه الموسوعة. أضف إلى ذلك أن هذه الفصول ذاتها منقحة وموسعة ومضاف إليها كثير من البحث والرأي الجديدين، مما يوجب إثباتها، وبعد ذلك تبدأ في هذا الجزء بالذات، الأبحاث الجديدة التي تنشر لأول مرة وتستمر حتى آخر أجزاء هذا السفر.

أما ما يحتويه هذا السفر من الأبحاث الجديدة في أدب الدراسات العلوية، فقد أشار إليه المؤلف في مقدمته الراثية، ومنها الأبحاث القيمة التي تستهدف الكشف عن تماسك شخصية الإمام علي. والمقابلة الممتعة بين الإمام علي وسقراط عظيم فلاسفة اليونان، في فلسفة الأخلاق وما إليها. ثم ما يمثله عليّ من أسباب العدالة الكونية الشاملة القائمة بذاتها. وتتبع معنى (الإنسان) في إنسانيات العصور جملة تمهيداً لتجلية هذا المعنى عند أبي طالب، ولمقابلة بين علي ومفكري العصور في أكثر من جانب إبرازاً لمكانة هذا البطل العظيم العربي المسلم بين أولئك الأبطال، ثم ذلك البحث الخلاق الذي يضع المبادئ العلوية موضع المقابلة مع مبادئ الثورة الفرنسية الكبرى بنصوصها الكاملة، وهو من أعمق وأدق الأبحاث التي عالجها أديب عربي حتى الآن. تليه أبحاث واسعة في موضوع الإمام علي والقومية العربية.

من هذه الدراسات الجديدة أيضاً بسط أحوال الناس بكل طوائفهم في عصر الإمام علي وفي ما تلاه من عصور بسطاً مبنياً على نظر جديد في دراسة تاريخنا، ثم أتى الإمام علي في تاريخ الأدب العربي وفي توجيه الروح العربي. تلى ذلك أبحاث واسعة في معنى التشيع في تاريخ الشرق والرد على المؤلفين الذين بحثوا هذا الموضوع بأسلوب تقليدي متوارث لم يُجلّ حقيقة. ومنها تلك الفصول التي ينتقد بها المؤلف أسالب الباحثين العرب والأجانب عندما يعالجون القضايا الهامة في أحداث التاريخ العربي ويفسرون أخباره. ثم استعراض لجميع المؤلفات التي وضعت عن علي في لغة العرب ولغات الأجانب.

___________________________________

المقدمة

يرى المؤلف في المقدمة الأدبية الرائعة التي قدم بها كتابه، أنّ في تاريخ الشرق، كما هي الحال في تاريخ البشر جميعاً، غزاة ومجرمين وأغبياء وتافهين، شاء منطق العصور القديمة والمتوسطة أن يجعل منهم في حياتهم ملوكاً وقادة، وأن يصنع منهم بعد هلاكهم أبطالاً وعظماء. لذلك جاء هو بهذا الكتاب ليعلّم فيه بشخصية عظيمة حقّاً، وليثبت أن في تاريخنا أيضاً صفحات رائعة من الإشراق الإنساني العظيم تشرّفنا كعرب، كما تضيف شرفاً جديداً إلى تاريخ الإنسان. وإنّ مثل هذه الصفحات المشرقة في تاريخنا تؤهلنا لأن نعيد النظر في أنفسنا من جديد، تحطيماً للكثير من القيود التي كبّلتنا في عصور الظلمات الطويلة، وتمجيداً للبطولة الحقيقية التي هي بطولة فرد من الأفراد، أو جيل من الأجيال، في سبيل الإنسانية بأسرها.
أقسام الكتاب
وقد قسم جورج جرداق دراسته العظيمة هذه إلى خمسة مجلدات خصّ كلاً منها بموضوع قائم بذاته، وإن كان يصبّ في النهاية في التيار الواحد لموضع الدراسة الرئيسي.


علي وحقوق الإنسان

بدأ المؤلف دراسته في كتاب «علي وحقوق الإنسان» مستشهداً بعديد من النصوص التي وردت على لسان الإمام نفسه، ثم واصل كتابته الرائعة عن الطبقية المادية في الناس موضحاً أنّ عليّاً رأى أنّ هذه الطبقية تؤدي إلى غايات منكرة من الجمود في العقل، والخبث في النفس، وإلى التعسف والنكاية، والفجور في الحكم، وإلى الاجرام البشع من الجانب المنكب على طلب الجاه والثروة، ثم إلى البعض والحسد في الجانب الآخر الذي يذهب جهده لسواه. وفي الجانبين تستقرّ العوامل المؤدية في النهاية إلى انهيار المجتمع حتى أن طبقتَي المجتمع هاتين ما هما إلاّ فكّان طاحنان تنسحق بينهما الحقوق والكفاءات وتتمزق الضحايا.
إنّ المجتمع في نظر علي بن أبي طالب، كما نراه في هذا الكتاب، جسد واحد لا يجوز أن يجمع المتناقضات وأن يقوم نظامه على التفاوت في الحقوق والواجبات. لا يجوز في مجتمع علي بن أبي طالب أن يتخم عضو ويجوع آخر، وأن يعمل عضو وتعود المكافأة بالأرزاق على غير العوامل.

http://arab-unity.net/up/view.php?file=60d26487de


علي والثورة الفرنسية

بعد أن ينهي المؤلف دراسته الرائعة الواسعة للمجتمع في كتاب «علي وحقوق الإنسان»، يقوم في المجلد الثاني بعرض مقابلته الهامّة بين مبادىء الثورة الفرنسية وما تحمله من الأسس العامة لحقوق الإنسان الطبيعية، وبين تعاليم عليّ وما تحمله من مثل هذه الأسس. وقد أعطى المؤلف في الفصول الأولى من هذا المجلّد صورة رائعة جداً عن حركة الإنسانيات القديمة والمتوسطة والحديثة في اتجاهها البطيء الحازم نحو حماية الإنسان من الظلم والعبودية، ونحو تحريره.
ومجلد جورج جرداق الثاني هذا، علي والثورة الفرنسية، إنّما يوضح بكلّ جلاء، وبأبدع بان يمكن للقلم في هذه الدنيا أن يجري به، أنّ المبادىء التي عاشها أدباء الإنسانية ولم تأخذ صيغتها القريبة من الكمال إلاّ في عقول أدباء الثورة الفرنسية الكبرى وفي قلوبهم، إنّماه هي مبادىء فكَّر بها منذ أربعة عشر قرناً عملاق العقل العربي علي بن أبي طالب، وصاغها صياغة صريحة تعلن عن نفسها جوهراً في كل حين، ونصاً وجوهراً في أكثر الأحيان.

http://arab-unity.net/up/view.php?file=eaa23c2192


علي وسقراط

بدأ المؤلف مقابلته الممتعة في المجلد الثالث «علي وسقراط» بذكر نصّين محورين في مبدأ كل من علي وسقراط. ثم قسم وجوه الشبه بين الرجلين قسمين رئيسيين: الأول عام، والثاني خاص.
وبعد دراسة طويلة شيقة عميقة، ينتهي المؤلف إلى هذه النتيجة، وهي أن الفضائل في مذهب كل من الحكيمين، حكيم أثينا وحكيم الكوفة، لها غاية أساسية واحدة هي: إسعاد الفرد والجماعة بالخير، وإرساء المسلك البشري على قواعد ثابتة من معرفة الحقّ التي هي اساس كل فضيلة، والدليل إلى الخير.

http://arab-unity.net/up/view.php?file=644adacd69


علي وعصره

يبدو طابع التاريخ السياسي بالمعنى المحدد لهذه الكلمة اكثر وضوحاً في المجلد الرابع «علي وعصره» الذي يعرض فيه المؤلف كل الصراعات والقضايا المتشابكة التي عجّ بها ذلك العصر. وقبل أن يستعرض تفاصيل المؤامرة الكبرى ضد عليّ، يلقي الأضواء على حقيقة ا لبيت الأموي صاحب المبادرة في هذه المؤامرة، كما يقدم مقابلة هامّة بين نفسية الأمويين ونفسية خصومهم، وهما قطبان أساسيان من أقطاب الصراع بذلك العصر، في تلك الحقبة البعيدة.
ومن أهم ما جاء في هذا المجلد: التقييم الذي وضعه جورج جرداق لحقيقة الإسلام من النانحية الاجتماعية، ثم لموقفه الثوري من نظام عصره وأحوال المستبدين والوجهاء، والمستعفين والفقراء. وفي ذلك يرى المؤلف أنّ الإسلام كان باعثاً على يقظة عظيمة بعد غفلة عاش فيها العرب أجيالاً طوالاً.
وإنّه ما تمكّن وانتصر إلاّ لأ نّه كان ثورة اجتماعية في الدرجة الأولى، أبرز ما فيها ذلك النظر الكثير الذي نظره الإسلام في حال الطبقات غنيّها وفقيرها، ظالمها ومظومها، فاجتثّ من أسباب التفاوت الطبقي ما تقبله المرحلة التاريخية التي كان فيها يومذاك، وما يقبله الإطار المكاني كذلك. وخفّف من وطأة الاستغلال على العرب ما هو في نطاق زمانه. ويرى المؤلف أنّ العهد الأول القصير من عهود الإسلام كان من أغنى عهود الإنسانية في شرف النفس والضمير، وفي المشاعر الحية التي تجعل من الإنسان وحدة كاملة تحس وتفكر وتقول وتعمل فلا تجد العمل والقول والتفكير والاحساس إلاّ وحدة لا تتجزأ، ثم في الإخلاص لمبادىء تلك الثورة الاجتماعية إخلاصاً يبلغ حدّ التضحية في أغلب الأحيان.
ويعرض المؤلف في هذا المجلد الرابع. تاريخاً دقيقاً مستفيضاً للمؤامرة في الاسلام، ويعالج معاجلة تحليلية فاحصة حادث مقتل الخليفة عثمان بن عفان، كما يسرد بالتفصيل قصأ المؤامرة الكبرى على الإمام عليّ. ويرى المؤلف انّه من الخطر على التفكير السليم بالنسبة للتاريخ الإسلامي أن ينشأ في بلادنا من يعللون الحوادث العامة الكبرى المتصلة اتصالاً محكماً وثيقاً بطبيعة الجماعة وأسس الانظمة الاقتصادية والاجتماعية، بإرادة فرد من الأفراد. ويبدي كذلك استغرابه من وقوع الباحث أحمد أمين في مثل هذا الاغلاط، خاصة حين رأى في أبي ذر الغفاري مجرد رجل ساذج يقوده عبدالله بن سبأ ويغريه باراء مزدكية يعينه على خراب البلاد، وكأن ضرورة وضع حدّ لفجور الأغنياء وبؤس البؤساء رأي مزدكي وليس رأياً إسلامياً وموقفاً إنسانياً خالصاً.
وفي ختام هذا المجلد، يحكي المؤلف في أسلوب ملحمي رائع، وفي إحساس أدبي نادر المثال، مصرع الإمام عليّ.

http://arab-unity.net/up/view.php?file=10c94c6b33


علي والقومية العربية

يرى المؤلف العبقري جورج جرادق، أنّ أعظم ما قدمه علي بن أبي طالب للقومية العربية، هو توجيهه السياسة لمصلحة الشعب وحده، وأنّ أول المبادىء العلوية التي خدمت القومية العربية، وتخدمها في كل عهد من عهودهاِ، وفي كل حركة من حركاتها، هو تعطيل كل مبدأ وكل فكرة تؤول إلى الاستبداد السياسي.
ولعل أروع ما مهر به علي القومية العربية، وعبر به عن خفايا الصفات الإنسانية في الشخصية العربية هو، في نظر جرداق، الكشف عن مبدأ ثورية الحياة وقابلية الأحياء للتطور والانتقال من حال إلى حال، ثم التعبير عن هذا المبدأ تعبيراً صريحاً لا يحتمل التأويل، والعمل الواضح على هذا الأساس. واستناداً إلى هذه النظرة التطورية، يكون كل ما لدى الإنسانية من عقائد ونظريات وفلسفات وأنظمة وشرائع ومعارف، مراحل تعليمية تمهّد لما بعدها، ولا يمكنها أن تأخذ صفة الدوام المطلق والبقاء السرمدي.
أما أروع ما في هذا المبدأ الذي كشف عنه المؤلف في شخصية الإمام عليّ، فهو أنّه يرى أنّ هذه الثورية الدافعة إلى التطور أبداً، إنّما هي ثورية خيّرة تنقل البشر أبداً من حال إلى حال أفضل. إن مبدأه هذا يوحّد ثورية الحياة وخير الوجود روحاً ومعنى. وفي كلمة واحدة: الثورية في المبدأ العلوي وكما يكشف عنها المؤلف الفذ، هي تطور لا يهدأ في سبيل الخير.
وفي ما يتعلق بعليّ والقومية العربية عموماً، فإنّ في عصرنا هذا الذي بلغ فيه تعاون الشعوب في الوحدة الإنسانية الشاملة مبلغاً كبيراً، ما يلقي نوراً ساطعاً على عبقرية الخط العلوي في المفهوم القومي الإنسني الذي يعزّ القومية ويعطيها معانيها الصحيحة، على أنّها لبنة في صرح الإنسانية، أو ملامح شعب، بين مجموعة من الشعوب المتعارفة المتآخية. ذلك الخطّ الذي ربطه علي بأعمق ما في الشخصية العربية، وبأعمق ما في الشخصية الإنسانية، في أعماله البطولية التي تنطلق عن الروح العربية، وتهتدي بالكون، وتريد الإنسانية مسرحاً لها.

http://arab-unity.net/up/view.php?file=45bed8b5e9



منقول

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

اصدار حنين الروح المبدع حسين السيسي

إصدار جديد 2015 ـ 1436 ll حنين الروح ll المبدع حسين السيسي يستحق الاستماع جودة السيدي كاملاً ( 7 قصائد )
1/ يا غايب
https://www.youtube.com/watch?v=wBtWqLBOsFE
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?bQ348c
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_36b98ad0131.mp3

2/ انا الشهيد
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?IarQfX
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_0e354cb6f31.mp3
3/ حديث الطف
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?R03ze6
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_094fa140931.mp3
4/ هاك العلم
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?gYz0nb
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_05d078ebac1.mp3
5/ حماي الضعينه
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?QnhSzw
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_fc4144ad401.mp3
6/ يازمن تعبنا
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?LedyEJ
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_17c58d10f21.mp3
7/ يالقاصد حسين
التحميل mp3
http://www.gulfup.com/?82rxpZ
التحميل mp3 رابط مباشر
http://cdn.top4top.net/d_cdce4bd0741.mp3

غلاف اصدار اني رأيت


الاثنين، 4 أغسطس 2014

ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب .



عن أحمد قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : قال أنس بن مالك : ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب .
أنس في خبر طويل : كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي عليه السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه : يابني تحب هذا الرجل ؟ فإن قال : نعم قبله ، وإن قال : لا خرق به الارض وقال له : الحق بأمك .
الهروي في الغريبين قال عبادة بن الصامت : كنا نسبر أولادنا بحب علي بن أبي طالب ، فإذا رأينا أحدهم لايحبه علمنا أنه لغير رشدة .
الطبري في الولاية بإسناد له عن الاصبغ بن نباتة قال علي عليه السلام : لا يحبني ثلاثة : ولد زنا ومنافق ورجل حملت به أمه في بعض حيضها . (1)
-------------
(1) البحار ج39 ص263

ابتسامة هندسية|

ابتسامة هندسية|

قيل أن نيوتـن و باسكـال و اينشتايـن و كولـوم قـرّروا أن يلعبـوا لعبة "أستغمّـايـة" فـي يـوم مـن الأيـام
فبـدأ اينشتايـن بالعـد 1-2-3 ... و بـدأ الباقـون بالإختبـاء .. ماعـدا نيوتـن حيـث رسـم مربّـع طـول ضلعـه متـر واحـد ووقـف فيـه
وعندما انتهـى اينشتايـن مـن العـد وجـد نيوتـن واقفـاً ... فأمسكـه وقـال لـه مسكتك ! فقـال نيوتـن : لـم تمسكنـي .. فـردّ آينشتـايـن : كيف ؟؟!

قـال نيوتـن: لقد أمسكت (نيوتن \متر مربع) أي أمسكت 'باسكال

سب علي (ع) على منابر بني أمية



سب علي (ع) على منابر بني أمية
كان بنو أمية يبغضون الإمام علي عليه السلام ويكنون له العداء والحقد حتى أمروا بسبّه وشتمه ولعنه على المنابر واستمرّت هذه البدعة من عهد خلافة معاوية إلى خلافة عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي الثامن ( أي لأكثر من ستين عاماً  . (

حتى انّ المؤرخين كتبوا بأنّ عالما كان يعظ الناس في مسجد دمشق في زمن خلافة عبدالملك بن مروان ( الخليفة الأموي الخامس ) فذكر بعض فضائل الإمام علي عليه السلام بين حديثه .

فقال عبدالملك : يا للعجب ، إنّ الناس لم ينسوا علياً .

ثم أمر بقطع لسانه . فما أبدع ما قاله الشاعر :
أعلى المنابر تُعتلون بسبّه
وبسيفه نُصبت لكم أعوادها .

زيارة أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (عليها السلام)



زيارة أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (عليها السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا الله وَحدَهُ لا شَرِيِكَ لهُ و أشهَدُ أنَّ محُمداً عَبدهُ و رَسوله ، السلامُ عليكَ يا رسُولَ الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليكِ يا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلامُ على الحسنِ و الحسين سيدي شبابِ أهل الجنة السلام عليكِ يا أم البدور السواطع فاطمة بنت حِزام الكلابية المُلقبة بأم البنين وبابِ الحوائج أُشهد الله و رسوله أنكِ جاهدتِ في سبيل الله إذ ضحيتِ بأولادكِ دُون الحُسين بن بنت رسول الله و عبدتِ الله مُخلصةً له الدين بِولائكِ للأئمةِ المَعصومِينَ وَ صبرتِ على تِلكَ الرزِيةِ العَظيمةِ و احتَسبتِ ذَلِكَ عِندَ اللهِ رَبَّ العَالمِينَ و آزرتِ الإمام عَلياً فِي المِحَنِ وَ الشَّدائِدِ وَ المَصَائِبِ وَ كُنتِ فِي قِمةِ الطَّاعةِ وَ الوَفاء وَ أنكِ أحسنتِ الكَفالةَ وَ أديتِ الأمانةَ الكُبرى في حِفظِ وَديعَتي الزهراءِ البَتولِ ((الحسنِ وَ الحُسَينِ )) وَ بالغتِ وَ آثرتِ وَ رَعيتِ حُجَجَ اللهِ الميامينَ وَ رغَبتِ فِي صِلةِ أبناءِ رَسُولِ رَبَّ العَالمِينَ عَارِفةً بِحقهِم مُؤمِنةً بِصدقِهِم مُشفِقةً عَليهِم مُؤثَرةً هَواهُم وَ حُبهُم على أولادكِ السُعداءِ فَسلامُ اللهِ عليكِ يَا سَيدَتي يَا أمَ البَنينَ مَا دَجَى اللَّيلُ وَ غَسَقَ وَ أضاءَ النَّهارُ و أّشرَقَ و سَقاكِ اللهِ مِن رَحيقٍ مختُوم يَومَ لاَ ينفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ فَصِرتِ قِدوةً للِمؤمِناتِ الصَّالِحاتِ لأنكِ كَريمة الخَلائِقِ عَالمَة مُعَلمَة نَقيِة زَكية فَرضِي اللهُ عَنكِ وَ أرضاكِ وَ لَقَد أعطاكِ اللهُ مِنَ الكَرامَاتِ البَاهِراتِ حَتَّى أصبَحتِ بِطاعتِك للهِ ولِوصيَّ الأوصياء وَ حبكِ لسيدةِ النساءِ (( الزهراء )) وَ فِدائِكِ أَولادَكِ الأربعةِ لِسيدِ الشُهَدَاءِ بَابَاً لِلحَوائِجِ فَاشفَعِي لِي عِندَ اللهِ بِغُفرانِ ذُونُوبي وَ كَشفِ ضُرَّي وَ قَضَاءِ حَوَائِجِي فإنَّ لَكِ عِندَ اللهِ شَأناً وَ جَاهَاً مَحمُوداً وَ السَّلامُ عَلَى أولاَدِكِ الشُهَداءِ العَباس قَمَر بَني هَاشِم وَ بَاب الحَوَائِجِ وَعَبدالله وَ عُثمَان وَ جَعفَر الذِينَ استُشهِدوا فِي نُصَرةِ الحُسَينِ بِكَربَلاء وَ السَّلامُ عَلى ابنتَكِ الدُرةِ الزَّاهِرَةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضيِّةِ خَدِيجَةَ فَجَزَاكِ اللهُ وَ جَزَاهُمْ اللهُ (( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهارُ خالدين فيها))

اَلَّلهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّ

الثالث عشر من جمادى الثانية ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام عليها السلام



الثالث عشر من جمادى الثانية ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام عليها السلام




إضافة تسمية توضيحية


بسم الله الرحمن الرحيم
 الثالث عشر من جمادى الآخر ذكرى وفاة السيدة الجليلة ام البنين فاطمة بنت حزام زوج امير المؤمنين عليه السلام، وهي فاطمة بنت حزام الكلابي العامري، وكنية بأم البنين لأن لها اربع أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء مع الحسين سيد الشهداء عليه السلام، وهي من قبيلة بني كلاب من العرب الاقحاح من بني عامر بن صعصعة، شهيرة بالشجاعة والفروسية، كانت ولادتها على الارجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة، تزوجت من امير المؤمنين علي عليه السلام بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة وذلك لأن الأمير عليه السلام تزوجها بعد إمامة بنت زينب ربيبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله.

آباء وأمهات أم البنين عليها السلام:
هي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت أسد بن خزيمة، وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأعز بن قيس بن ثعلبة بن عكاسة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن زار، وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلب وأمها بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وأمها بنت عمرة بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الريت بن غطفان.

رؤيا حزام:
كان حزام بن خالد بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، نائم في ليلة من الليالي فرأى فيما يرى النائم كأنه جالس في أرض خصبة وقد انعزل في ناحية عن جماعته وبيده درة يقلبها وهو متعجب من حسنها ورونقها وإذا يرى رجلاً قد أقبل إليه من صدر البرية على فرس له فلما وصل إليه سلم فرد عليه السلام ثم قال له الرجل بكم تبيع هذه الدرة، وقد رآها في يده فقال له حزام إني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك ولكن أنت بكم تشتريها فقال له الرجل وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة ولكن إهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضامن لك بشيء هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال ما هو قال اضمن لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين، قال حزام أتضمن لي بذلك قال نعم قال: وتكون أنت الواسطة في ذلك قال وأكون أنا الواسطة أعطني إياها فأعطاه إياها.
فلما انتبه حزام من نومه قص رؤياه على جماعته وطلب تأويلها فقال له أحدهم ان صدقت رؤياك فانك ترزق بنتا يخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشرف والسؤدد.

المولد المبارك:
فلما رجع من سفره، وكانت زوجته ثمامة بنت سهيل حامل بفاطمة أم البنين وصادف عند قدومه من السفر ان وضعت فبشروه بذلك فتهلل وجهه فرحاً وسر بذلك، وقال في نفسه قد صدقت الرؤيا، فقيل له ما نسميها فقال لهم سموها: «فاطمة».
وكُنيت فاطمة بنت حزام بأم البنين على كنية جدتها من قبل آباء الأم وهي: ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
ونشأت أم البنين في حضانة والدين شفيقين حنونين هما حزام بن خالد بن ربيعة، وثمامة بنت سهيل بن عامر، وكانت ثمامة كاملة عاقلة، فأدبت ابنتها بآداب العرب وعلمتها بما ينبغي أن تعلمها من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزوجية وغير ذلك مما تحتاجه في حياتها العامة، وأم البنين متميزة بقابلياتها واستعداداتها للتعليم، وقد وهبها الله عز وجل نفساً حرة عفيفة طاهرة وقلباً سليماً زكياً ورزقها فطنة وذكاء، وعقلاً رشيداً أهَّلَّها لمستقبل سعيد.
فلما كبرت وبلغت مبلغ النساء كانت مضرب المثل، لا في الحسن والجمال والعفاف فحسب، بل وفي العلم والآداب والأخلاق، فكانت موضع اختيار عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين عليه السلام، وما ذلك إلا لأنها كانت متصفة بصفات الكمال والآداب الحسنة والأخلاق الكاملة، علاوة على ما هي فيه من النسب الشريف والحسب المنيف مما جعل عقيل بن أبي طالب يرى فيها الكفاءة بأن تكون قرينة أخيه أمير المؤمنين عليه السلام وشريكة حياته.

اختيار وانتقاء:
روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل عليه السلام وكان نسَّابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً فقال له تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها.

خطبة وزواج:
مضى عقيل بن أبي طالب في مهمته بأمر أخيه أمير المؤمنين عليه السلام حتى ورد بيت حزام بن خالد الكلابي ضيفا على فراش كرامته وكان خارج المدينة، فرحب به ونحر له النحائر وأكرم مثواه غاية الأكرام، وكانت عادة العرب لا يسألون الضيف عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام الضيافة.
فلما انقضت وجاء اليوم الرابع جاء حزام إلى عقيل بن أبي طالب وجلس إلى جانبه وخاطبه بكل تأدب وتبجيل قائلاً هل من حاجة فتقضى أو ملمة فتمضى من مال أو رجال فنحن رهن أشارتكم فقال له عقيل جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ، فقال حزام وما هو يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله قال جئتك خاطباً قال من لمن.
قال عقيل أخطب ابنتك الحرة فاطمة أم البنين إلى يعسوب الدين والحق اليقين وقائد الغر المحجَّلين وسيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
فلما سمع حزام هش وبش ثم قال بخ بخ بهذا النسب الشريف والحسب المنيف لنا الشرف الرفيع والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وبطل الإسلام وقاسم الجنة والنار، ولكن يا عقيل أنت جد عليم ببيت سيدي ومولاي، أنه مهبط الوحي ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وأن مثل أمير المؤمنين ينبغي أن تكون له امرأة ذات معرفة عن علم وآداب في ثقافة وعقل مع أخلاق حسنة حتى تكون صالحة لشأنه العالي ومقامه السامي، وأن ابنتنا من أهل القرى والبادية وأهل البادية غير أهل المدينة ولعلها غير صالحة لأمير المؤمنين عليه السلام.
فقال عقيل يا حزام أن أخي يعلم بكل ما قلته وأنه يرغب في التزويج بها فقال حزام إذاً تمهل حتى أسأل عنها أمها هل تصلح لأمير المؤمنين أم لا، فإن النساء أعلم ببناتهن من الرجال في الأخلاق والآداب.

رؤيا وبشارة:
قام حزام من مجلسه وجاء ليسأل، فلما قرب من المنزل وإذا هو يرى فاطمة جالسة بين يدي أمها وهي تمشط رأسها وفاطمة تقول: يا أماه أني رأيت في منامي رؤيا البارحة، فقالت لها أمها خيراً رأيت يا بنية قصيها علي:
فقال حزام في نفسه انتظر حتى أسمع ماذا رأت في منامها، فوقف في مكانه بحيث يسمع الصوت ولا يراه أحد.
فقالت فاطمة لأمها أني رأيت فيما يرى النائم كأني جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة وأنهار جارية وكانت السماء صاحية والقمر مشرقاً والنجوم ساطعة وأنا أُفكر في عظمة خلق الله من سماء مرفوعة بغير عمد وقمر منير وكواكب زاهرة، فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه وإذا أرى كأن القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري وهو يتلألأ نوراً يغشي الأبصار، فعجبت من ذلك وإذا بثلاثة نجوم زواهرٍ قد وقعوا أيضاً في حجري وقد أغشى نورهم بصري فتحيرت في أمري مما رأيت وإذا بهاتف قد هتف بي أسمع منه الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول:
بشـراك فاطمة بالسادة الغـرر          ثــلاثة أنجم والـزاهر القــمـر
أبــوهم سيد في الخلـق قاطبة           بعد الرســول كذا قد جاء في الخبر
فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة، هذه رؤياي يا أماه فما تأويلها؟
فقالت لها أمها يا بنية ان صدقت رؤياك فانك تتزوجين برجل جليل القدر رفيع الشأن عظيم المنزلة عند الله مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر.
فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم ويقول يا بنية قد صدقت رؤياك فقالت الام وكيف علمت ذلك قال هذا عقيل بن أبي طالب جاء يخطب ابنتك قالت لمن قال لفلال الكتائب ومظهر العجايب وسهم الله الصائب وفارس المشارق والمغارب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
قالت وما الذي قلت له قال أمهلته حتى أسألك عن ابنتك، هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين واعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة والعلم والآداب والحكمة فإن تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت وإلا فلا.
فقالت يا حزام اني والله قد ربيتها وأحسنت تربيتها وأرجو الله العلي القدير أن يسعد جدها وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين فزوجها .
فلما سمع حزام سر بذلك سروراً عظيماً وأقبل إلى عقيل وهو مستبشر فقال له عقيل ما ورائك قال كل الخير إن شاء الله قد رضينا بأن تكون ابنتنا خادمة لأمير المؤمنين عليه السلام فقال عقيل لا تقل خادمة بل قل زوجة.
ثم قال عقيل يا حزام هل عندكم اقتراح في الصداق قال حزام هي هبة منا إلى ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عقيل بل ممهورة.
أما المهر فهو ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وآله في بناته وزوجاته خمسمائة درهم، وأما الهدية فلكم ما يرضيكم ويزيد فقال حزام أعلم يا عقيل إنا لا نطمع في كثرة المال ولكن نطمع في شرف الرجال ثم نهض حزام من وقته وساعته ودخل على زوجته ثمامة بنت سهيل وهو يقول: البشارة فإنه قد سعد جدك وعلا مجدك وارتفع ذكرك فقد قبل عقيل بن أبي طالب ابنتك زوجة لأخيه أمير المؤمنين صاحب الأنوار والهيبة والوقار، فلما سمعت ذلك منه خرت ساجدة لله شكراً وقالت الحمد لله الذي جمع شملنا بمحمد المصطفى صلى الله عليه وآله وعلي المرتضى عليه السلام ثم أقبلت على ابنتها فاطمة تهنئها وتقبلها.

خطبة عقيل ببني كلاب وبني عامر:
ثم أن حزام خرج ودعى عشيرته وقومه من بني كلاب وبني عامر، فلما اجتمعوا قام عقيل بن أبي طالب خطيبا: فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه صلى الله عليه وآله ثم قال:
أما بعد يا بني كلاب ويا بني عامر بن صعصعة، نحمد الله نحن العرب إذ جعلنا من خير خلقه وأرسل فينا رسولاً من أنفسنا محمداً صلى الله عليه وآله من شجرة النبوة وجاءنا بدين الله القويم الذي ارتضاه لنا إذ يقول القرآن: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ» آل عمران: 19 وقال عز وجل: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ»  آل عمران: 85.
وأمرنا بنبذ البغضاء والشحناء والأحقاد، وحبب لنا صلة الأرحام والتقارب والاتحاد، إذ يقول جل ذكره: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»  الحجرات: 13. وحرم علينا الزنى والسفاح، وأحل لنا الزواج والنكاح، إذ يقول (عز شأنه): «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الروم: 21.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم) وهذا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، قد أحب مصاهرتكم وخطب إليكم كريمتكم فاطمة أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة، على كتاب الله وسنة رسوله، وقد ذكر القرآن (تبارك والله): «فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» الشورى: 11 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم جلس.

خطبة حزام:
 وقام حزام بن خالد، خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه ثم قال: يا قومي قد سمعتم ما قاله ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله عقيل بن أبي طالب من ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله ودين الإسلام القويم وأني أشهدكم وأشهد الله أني أدين بدين هذا النبي الكريم وأطيعه فيما نهاني عنه وما أمرني به وأني قد ارتضيت علي بن أبي طالب لابنتي بعلاً، وارتضيتها له سكناً وبما أنكم عشيرتي وقومي أطلعتكم على هذا الأمر فما تقولون؟
فقالوا يا حزام ما تريدنا أن نقول في ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وناصر دين الله ومن لنا بأكرم منه حسباً أو بمثله نسباً، «فلنا الشرف والمجد والسؤدد ومن لنا بأكرم منه حسباً أو بمثله نسباً» فلنا الشرف والمجد والسؤدد في قربه منا وانتسابنا إليه، فنعم ما صنعت وخير ما رأيت.
 فعند ذلك أخذ عقيل من أم البنين الأذن لأجراء صورة العقد واجراه في حضور جماعة من بني كلاب وأشهد منهم جماعة على ذلك.ولما أراد عقيل السفر ودع بني كلاب وبني عامر وودع حزام وشكره على ما صنعه معه، من الحفاوة وعلى تلبيته لطلب أمير المؤمنين بالترحيب ثم ضرب لهم موعداً لارسال الصداق حتى يرسلوا العروس، ثم قفل راجعاً إلى المدينة،وعندما وصل عقيل إلى المدينة وأخبر أمير المؤمنين عليه السلام بما جرى فأرسل لهم الصداق مع الهدايا والتحف ما غمرهم به.

تجهيز للزفاف:
فلما وصلت الهدايا والتحف والصداق نهضت ثمامة والدة أم البنين، ودعت جاريتها وقالت لها أمضي إلى داية ابنتي وقولي لها تأتي مسرعة، فمضت وما أسرع أن رجعت ومعها الداية، فقالت لها قومي وخذي ابنتي وأصلحي شأنها فإنا نريد تزويجها، قالت ومن ذا يكون بعلها قالت أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأبو الريحانتين والإمام الهمام علي بن أبي طالب عليه السلام ففرحت الداية فرحاً شديداً وقالت الحمد لله رب العالمين فقد سعد حظها وعلا قدرها.
ثم قامت وهنأت فاطمة بالسعادة الأبدية وأصلحت شأنها كما ينبغي وألبسوها الثياب الفاخرة وزينوها بالحلي والحلل.
ثم أمر حزام بأعداد خمسة هوادج مزينة بأحسن الزينة واركبوا فاطمة أم البنين وأمها في هودج، وقد غشوه بالحرير والأبريسم والنساء من بني عمومتها في بقية الهوادج من خلفها وركبت عشرة فوارس من بني كلاب يحفون بالهوادج وهم مسلحون بالسيوف الهندية والرماح الخطية وجاؤا جميعاً إلى المدينة، فلما وصلوا خرجت في استقبالهم النساء والرجال من بني هاشم وهم في فرح وسرور فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن تعمل لهم وليمة عظيمة تليق بشأنه وبشأنهم وأكرمهم غاية الإكرام ومكثوا ثلاثة أيام في ضيافة أبي الحسن عليه السلام.

اولادها:
لها من الاولاد كما ذكرنا اربعة ابطال العباس «أبو الفضل» وعبد الله، وجعفر، وعثمان.. استشهدوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وكانوا آخر من قتل، وآخرهم أفضلهم وهو أكبرهم أيضاً العباس عليه السلام حامل لواء أخيه الحسين عليه السلام، وساقي عطاشى كربلاء، وهو من الشهرة ماهو معروف مُغني عن ذكره.

بعد واقعة ألطف ورجوع الآل إلى المدينة:
ولما رجعن نساء أهل البيت عليهم السلام من كربلاء إلى المدينة أقمن العزاء في بيتها, ولم تكن قد حضرت كربلاء لكنّ حزنها لم ينقطع على الحسين وإخوته عليهم السلام وكانت تذهب كل يوم إلى البقيع ترثيهم بتفجّع حتى ان مروان على قساوة قلبه كان يبكي لرثائها, وكانت تخاطب النساء اللاتي ينادينها أم البنين: (لا تدعونّي ويكِ أم البنين ...) ولم يخبأ أنينها حتى فارقت الدنيا بلوعة.
عن أبي جعفر عليه السلام: (... وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها, فيجتمع الناس إليها يسمعون منها, فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك, فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي).
ويستفاد من إيمانها وتشيعها من أن بشر بن جلذم بعد وروده المدينة نعى إليها الأربعة من أولادها قالت: قطعت نياط قلبي, أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبدالله الحسين عليه السلام.

وفاتها رضوان الله عليها:
الثالث عشر من جمادى الآخرة تاريخ وفاة ام البنين ـ وكما تقدم ـ ولكن السؤال المتبادر هنا هل قتلت ام لا؟ وبخاصة وان مؤامرات الاعداء الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر تنال الكثير من الأشياء والأشخاص .. ومن هنا لا نعلم شيئاً عن سبب وفاة السيدة ام البنين، مع العلم بأنها كانت تفضح بني أمية الذين  قتلوا الحسين عليه السلام...وقد اسس معاوية جند العسل وقتل به مالك الاشتر رضوان الله عليه وكثير من الأبرياء بالسم حتى صار عادة فيهم وفي العباسيين والعثمانيين من بعدهم.
فقد ورد في التاريخ ان هارون قتل السيد الإدريسي به والمأمون العباسي قتل به السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام.

زيارة قبرها رضوان الله عليها:
زيارة قبر السيدة ام البنين لها اجر وثواب عظيم فان زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لها اجر كبير، وقد ورد التأكيد عليها في  الروايات الشريفة، فكيف بزيارة مثل قبرها عليها السلام.
قبرها المنور في المدينة المنورة قي البقيع، ومن الواضح ان تراب قبرها له اثر خاص طبعاً لا كأثر تراب قبور الائمة المعصومين والأنبياء عليهم السلام، فان مجرد كونه تراباً لقبرها له حيثية رفيعة كما هو واضح.
ولا يبعد بقاء جسددها علها السلام في القبر وان لم اجد لذلك نصاً فانه يعرف بالأشباه والنضائر: فقد بقي جسد «بي بي حياة» المجاهدة مع الفتح الإسلامي في يزد إلى اليوم، وكذلك جسد الصحابي الجليل حذيفة الى اليوم في بغداد وقد عرف ذلك اثر قصة مفصلة نقل جسده الطاهر على إثرها، وغير ذلك كثير..
قال سبحانه وتعالى حاكيا عن لسان السامري: (فقبضت قبضة من اثر الرسول) مع انه كان من تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسى عليه السلام..
فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتى جعل جسد له خوار فمن الواضح اثر تراب قبرها عليها السلام.